شرح قصيدة وضراغم سكنت عرين
شرح وحل ملخص مرحباً اعزائي طلاب وطالبات العلم في موقعنا باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب 2023 شرح ملخص وحل تطبيقات دروس ونصوص مقترح كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب... شرح قصيدة وضراغم سكنت عرين
الإجابة هي
قصيدة وضراغم سكنت عرين
تعود قصيدة "وضراغم سكنت عرين" إلى الشاعر عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بابن حمديس الصقلي، ولد عام 447 هـ في مدينة "سرقوسة" الواقعة على الساحل الشرقي من جزيرة صقلية، ينتمي إلى عائلة مُحافِظة ومتدينة، فكان لذلك أثر في بناء شخصيته الحكيمة والمتدينة، كما نشأ ابن حمديس في جو من الثقافة والأدب مكّنه من قول الشعر منذ الصّغَر والاطلاع على علوم ومعارف أخرى، وبعد أن اشتدّ عوده وبدأ بخوض معترك الحياة انتقل إلى الأندلس وأقام فيها مدة وقد جذبته إليها مكانة الأدب الرفيعة فيها، لينتقل بعدها إلى إفريقيا متنقلًا بين مدنها ومختتمًا حياته فيها.
شرح قصيدة وضراغم سكنت عرين
نظم ابن حمديس قصيدته هذه والمعنونة بـ "قصر اللؤلؤة" أو كما تعرف بـ "وضراغم سكنت عرين" في وصف قصر المنصور أمير مدينة "بجاية" في الجزائر، وقد أثار هذا القصر بمرافقه وأجزائه المختلفة قريحة الشاعر، فعبّر عن إعجابه الشديد به من خلال هذه الأبيات الشعرية، وقد تم تقسيم القصيدة إلى عدة مقاطع فيما يأتي شرح موجز لبعضها:
شرح المقطع الأول
واعمُرْ بقصرِ المُلْك ناديكَ الذي
أضحى بمجدك بيته معمورا
قصرٌ لوَ أنَّكَ قد كحلتَ بنوره
أعمى لعادَ إلى المقام بصيرا
واشتقّ من معنى الحياة نسيمه
فيكادُ يُحْدِثُ للعظام نُشورا
نُسيَ الصبيحُ مع المليح بذكره
وسما ففاقَ خورنقاً وسديرا
ولوَ اَنَّ بالألوان قوبلَ حسنُهُ
ما كان شيءٌ عنده مذكورا
يبدأ الشاعر قصيدته بتعبيره عن إعجابه بهذا القصر الفريد وساحر الجمال، ومن شدة جماله والنور الذي يشعّ منه لو وقف أمامه الأعمى لعاد إليه بصره، ولو وضع فيه ميت لعادت إليه الحياة وبُعث من جديد، وعند ذكر هذا القصر البديع ورؤيته يغيب عن البال كل هو جميل وحسن فلا يُضاهيه شيء مهما بلغ حُسنه وبدت فيه معالم الحياة، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
كحلت: وضعت في عينه ما يُستشفى به.
الصبيح: المُشرق.
خورنق: المجلس الذي يأكل فيه الملك ويشرب.
سدير: بناء ذو ثلاث شعب.
شرح المقطع الثاني
أعيت مصانعه على الفُرْسِ الألى
رفعوا البناء وأحكموا التدبيرا
ومضَتْ على الرّومْ الدهورُ وما بنوْا
لملوكهم شَبَهاً له ونظيرا
أذكرْتَنَا الفرْدوْس حينَ أرَيْتَنَا
غُرَفاً رفعتَ بناءَها وقصورا
فالمحسنون تَزَيّدوا أعمالهمْ
وَرَجَوْا بذلك جَنّةً وحريرا
والمذنبون هُدوا الصراطَ وَكفّرَتْ
حسناتُهُمْ لذنوبهم تكفيرا
فَلَكٌ من الأفلاكِ إلّا أنّهُ
حَقَرَ البدورَ فأطلعَ المنصورا
يستمر الشاعر بوصف القصر وبنائه المُحكم بقوله إنّ الفرس والروم الذين عرفوا واشتهروا بقدرتهم البنائية ومعالمهم الخالدة لكنهم لم يستطيعوا أن يبنوا مثل هذا القصر، فمَن يدخل غرفه ومرافقه المتعددة يشعر وكأنه في جنة الفردوس، وهنا يرسم الشاعر للقصر صورة مبالغ فيها، بقوله إنّه من كان مُحسنًا وخيّرًا زاد من أعماله الحسنة حتى يتمتع بهذا القصر وكأنه في الجنة، ومن كان مذنبًا تاب واهتدى حتى يدخله، ثم ينتقل الشاعر إلى رسم صورة أخرى للقصر بتشبيهه بجرم سماوي قمره وبدره هو الأمير المنصور وما دونه لا يساوي شيئًا، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
أعيت: أتعبت أو أعجزت.
الألى: بمعنى الذين.
حقر: قلل من شأنها.
شرح المقطع الثالث
وضراغمٌ سَكَنَتْ عرينَ رئاسةٍ
تركتْ خريرَ الماء فيه زئيرا
فكأنّما غَشّى النّضارُ جُسومَهَا
وأذابَ في أفواهِها البلّورا
أُسْدٌ كأنّ سكونَها متحرّكٌ
في النفس لو وجدتْ هناك مثيرا
وتذكّرَتْ فتكاتها فكأنّما
أقعتْ على أدبارها لتثورا
وتخالُها والشمسُ تجلو لونَها
ناراً وألسُنَها اللواحسَ نورا
فكأنّما سُلّتْ سيوفُ جداولٍ
ذابتْ بلا نارٍ فَعُدْنَ غديرا
وكأنما نسج النسيم لمائه
درعاً فقدر سردها تقديرا
يبدأ الشاعر في هذا المقطع بوصف مشهد تماثيل الأسود حول بركة القصر ويُعطيها صفات كأنها أسود حقيقية، فهي تتخذ من البركة مسكنًا لها، والماء المندفع من أفواهها كأنّه حبات من اللؤلؤ والبلّور وصوته كأنه زئير، كما أنّ أجساد هذه الأسود لامعة وبرّاقة كأنها مصنوعة من ذهب خالص وعندما تنعكس عليها الشمس تبدو ككتلة من النار والماء ألسنة تخرج منها، كما أنّ هيئتها تبدو وكأنها تتهيأ للوثوب والانقضاض على فريستها مستعيدة ذكرياتها البطولية في الغابات.
ويستمرّ الشاعر بوصف هذا المشهد بقوله إنّ جداول الماء بين هذه الأسود تبدو كالسيوف المسلولة تجمّعت معًا وصارت غديرًا، وعندما يمرّ النسيم فوق سطح ماء البركة يجعله كالدرع المنيع، المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
ضراغم: جمع ضرغام، وهو الأسد.
عرين: بيت الأسد.
غشى: غطى.
النضار: الذهب الخالص.
فتكاتها: هجماتها.
تخالها: تظنّها.
اللواحس: المتدلّية.
شرح المقطع الرابع
وبديعةِ الثّمَرَاتِ تعبُرُ نحوها
عينايَ بحرَ عجائبٍ مسجورا
شجريةٍ ذهبيةٍ نزعتْ إلى
سحر يؤثّر في النهى تأثيرا
قد سُرِجَتْ أغصانَها فكأنّما
قَنَصَتْ لهنّ من الفضاء طيورا
وكأنّما تأبى لواقع طيرها
أن تستقلّ بنهضها وتطيرا
ينتقل الشاعر إلى وصف الأشجار المحيطة ببركة القصر التي تحوي عجائب كثيرة، إذ إنّها ذهبية اللون تأسر العقول بجمالها، وتحمل على أغصانها ثمرات عجيبة كأنها قنديل مُضيء عليه طيور جميلة حطّت من الفضاء ثابتة في مكانها تغرّد وتأبى الطيران وترك هذه الأغصان الجميلة، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
المسجور: الممتلئ.
النهى: العقول.
السمات الفنية في قصيدة وضراغم سكنت عرين
تمتاز هذه القصيدة بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، يُذكَر منها ما يأتي:
بث الحركة والحياة في الجمادات بطريقة فنية مُحكمة تجلّى فيها الخيال والابتكار.
الدقة في الوصف والتعبير ورسم الصور الفنية بطريقة ساهمت في جعل المتلقي يتخيل نفسه واقفًا في ذلك القصر.
الاعتماد على الأسلوب الخبري في أبيات القصيدة كونه ملائمًا لغرض الوصف.
تكرار بعض المفردات وأداوت التشبيه بهدف التأكيد على منح الجمادات الحياة والحركة والتأكيد على جمالية المكان.
المبالغة في الوصف والتصوير.