ملخص تحضير درس الفلسفةالحديثة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... ملخص تحضير درس الفلسفةالحديثة
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
درس الفلسفةالحديثة
طرح الإشكالية : الفلسفة الحديثة
تميز الفكر في القرون الوسطى في أوروبا باعتماده المطلق على الدين المسيحي ورفضه كل ماله علاقة بالعقل ، وكانت النتيجة تخلف عام في كل أرجائها ، فما كان من فلاسفة هذا العصر إلا العودة إلى استخدام العقل
الفلسفة الحديثة وتجاوز سلطان الفكر التقليدي (الكنسي)
أولا ـ الأخذ بمرجعية العقل الفلسفة ودورها في عقلنة واقع الانسان وظواهر الطبيعة
تجاوز فلاسفة العصر الحديث الفكر التقليدي عندما تسلل شكهم إلى مسلمات كانت تمثل حقائق مطلقة ، وكان للفيلسوف الفرنسي روني ديكارت 1596 ـ 1650 م الفضل في ذلك ، من خلال الشك المنهجي الذي طبقه على كل ما وصله من معارف ، بما فيها الشك في وجوده ، واستمر على ذلك إلى أن انتهى به الشك لنقطة لا يمكن أن يتجاوزها إلى غيرها ، فتوقف شكه عندما فشل في الشك في كونه يشك ، وهنا تأكد له انه يفكر ، وبما أنه يفكر فهو موجود . ومن هنا وبعد أن وضع قدميه على أسس صحيحة ، إذ تبين له بما لا يدع مجال للشك انه موجود. هنا فقط بدأ في بناء نسقه الفلسفي . معتمدا على أربعة قواعد هي :
القاعدة الأولى :أن لا اسلم بشيء إلا أن اعلم انه حق.
القاعدة الثانية :أن اقسم كل مشكلة تصادفني إلى ما وسعني التقسيم.
القاعدة الثالثة:أن أسير بأفكاري بنظام فأبدأ بأبسط الموضوعات وأسهلها معرفة ثم ، ارتقي بالتدرج إلى معرفة أكثر تعقيدا .
القاعدة الرابعة :أن أقوم بإحصاء كل المسائل التي درستها .
فكانت هذه القواعد تدفع الفكر للشك في المعلومات ، وفي طرق اكتساب تلك المعلومات ، فأصبح الشك عبارة عن امتحان نمتحن به معارفنا وقوانا العقلية ، وليس مجرد الشك من اجل الشك .
ثانيا ـ الأخذ بمرجعية التجربة(معيار الحقيقة عند التجريبيين هو التجربة)
عارض فرنسيس بيكون 1561 ـ 1626 المعرفة السكولائية المدرسية التي انتشرت في العصر الوسيط ، في أهم كتبه" التجديد الكبير" والذي كان يهدف من خلاله تجاوز الفكر التقليدي وإرساء دعائم منهج علمي جديد ، أو الاورغانون الجديد ، قال عنه فولتير : " لم يكن قاضي القضاة بيكون يعرف الطبيعة ، بيد انه عرف وحدد جميع الدروب التي تقود إليها ، لقد احتقر في سن مبكرة ما كان المجانين المعتمرون القبعات المربعة يعلمونه باسم الفلسفة في البيوت الصغيرة المسماة معاهد ، وقد بدل كل ما في وسعه كي لا تستمر تلك الجماعات التي نصبت نفسها مدافعة عن كمال العقل البشري في إفساد هذا العقل بماهياتها ، بتلك الكلمات التي اكتسبت هالة من الوقار بفعل الجهل والتي أصبحت مقدسة من جراء مزجها على نحو مثير للسخرية بالدين " ولأجل تكوين العقل الجديد لا بد من منطق جديد ، ولن يتحقق أي تقدم في هذا الاتجاه إلا إذا تجاوز العلماء الأوهام التي كانت تحد من نشاط العقل ، وقد جمعها في أربعة أنواع ، وهي :
ـ أوهام القبيلة: مصدرها طبيعة الإنسان فهي تشترك بين جميع الأفراد ، فالناس ميالون إلى تعميم بعض الحالات دون التأكد من صحتها ، والافتراض في الطبيعة من النظام أكثر من ما هو متحقق فيها ، ويتصورون فعل الطبيعة على مثال الفعل الإنساني ، وهذه هي أوهام القبيلة عند بيكون ، ويقول فيها ول ديورانت :( هي أوهام طبيعية بالنسبة إلى البشرية عموما )،
أوهام الكهف : وهي ناشئة من الطبيعة الفردية لكل منا ، فالطبيعة الفردية بمثابة الكهف الأفلاطوني ، فنظرتنا إلى العالم تتأثر بما في ذاتنا .يقول ول ديورانت في كتابه قصة الفلسفة عن هذه الأوهام :( هي الأخطاء التي يختص بها الإنسان الفرد ، لأن لكل إنسان كهفا خاصا به يعمل عل تحريف أضواء الطبيعة ، هذا الكهف هو طبعه كما كونته الطبيعة ومزاجه أو حالة جسمه وعقله)
ـ أوهام السوق : وتنشا هذه الأوهام من الألفاظ ، فإن الألفاظ تتكون نتيجة الحاجات العملية والتصورات العامية ، فتوضع ألفاظ لأشياء غير موجودة يقول ول ديورانت عن مصدر هذه الأوهام إنها : ( تنشا من التجارة واجتماع الناس ، فالناس يتخاطبون باللغة التي فرضت كلماتها على الناس وفق لعقلية أهل السوق والعامة من الناس)
أوهام المسرح :وهي آتية مما نتخذه من النظريات المتوارثة ، والتي تتمتع بمقام ونفوذ ، وتتكون من المطالعة والعرف والسلطة .يقول فيها ول ديورانت :(هي أوهام انتقلت إلينا من نظريات الفلاسفة إذ أن جميع الأنظمة الفلسفية التي نتلقاها عن الفلاسفة من وقت لآخر ليست سوى روايات مسرحية تمثل عالما خلقه الفلاسفة أنفسهم بطريقة روائية مسرحية ، إن العالم كما يصفه أفلاطون ليس سوى عالم أفلاطون بل يصور أفلاطون أكثر مما يصور العالم) .
كيف استثمر تطور العلم في جعل هذه النظرية تنويرية ؟
الفلسفة الحديثة والتنوير
أولا : تحرير وعي الإنسان :ساهمت الفلسفة في العصر الحديث في نشر الوعي بحقوق الإنسان خاصة من خلال الأعمال التي وضعها الفيلسوف الفرنسي فولتيرVoltaire1694 ـ 1778 وقد بلغت 99 كتاب حارب بها الفساد والخرافات بضراوة وفعالية أكثر من لوثر وكالفن . فكان معارض عنيد للكنيسة ولكل عقيدة لا تعرف التسامح وتضع الإيمان فوق العقل فالمسيحي عنده يسلم أمره دون قيد إلى كتابين يعتقد أنهما مقدسان التوراة والإنجيل ، ولكن هل لهذا الإيمان مسوغ أو أساس شرعي ؟ جواب فولتير على هذا السؤال لا . ويعلل نفيه بان مختلف أقسام التوراة ليست لها نفس صيغة الصحة. و الأناجيل لم تحرر رأسا في زمن المسيح بل كتبت بعد مائة عام من وفاته
جدلية الفكر والمادة
وفي هذا العصر تجدد الصراع بين المثاليين والماديين حول العلاقة بين الفكر والمادة .
1ـ الفكر اسبق من المادة
يرى هيجل 1770 ـ 1831. أن الوجود الحقيقي هو العقل ومن هنا اتصفت فلسفته بالمثالية ، والعالم ينظمه مبدأ الجدل والجدل عنده حركة فكرية تعتمد على التصور العقلي ، والجدل هو المسؤول على كل ما يطرأ في الكون من متغيرات في كل المستويات الجامدة والحية
2 ـ المادة اسبق من الفكر
اطلع كارل ماركس 1818 ـ 1883 م على الجدل الهيجلي ، كما اطلع على النقد الذي وجهه فويرباخ لهيجل ، فآمن ماركس بمنهج الجدل الهيجلي لكن بعد أن طعمه بمادية فويرباخ ، يقول انجلز : " كنا وحدنا تقريبا اللذين عملا لإنقاذ الديالكتيك الواعي من المثالية بما فيها الهيجلية نفسها وذلك بإدخاله في المفهوم المادي عن الطبيعة ، فالطبيعة هي محك الاختبار للدياكتيك فهي تعمل على نحو ديالكتيكي لا على نحو ميتافيزيقي." وطبق ماركس ذلك على الطبيعة والمجتمع ، فالطبيعة عنده تتطور عن طريق الجدل بين عناصرها ، وكل شيء فيها يتضمن نقيضه ، إن الماء مثلا إذا وضع على النار يتحول إلى بخار ، ويخرج عن طبيعته المائية ، ولا يحدث التغير فيه بأي قوة خارجية بل بسبب تناقضات موجودة داخل الماء .
3 ـ من الماورائيات إلى العلم الوضعي
عرفت الفلسفة الحديثة رؤية جديدة لكيفية تطور الفكر البشري ، وقد قدم الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت 1798 ـ 1857 تصورا قسم فيه مراحل تطور الفكر البشري إلى ثلاثة مراحل أولها المرحلة اللاهوتية ثم المرحلة الميتافيزيقية ثم المرحلة الوضعية
خاتمة : إن الفلسفة الحديثة كإنتاج فكري إنساني ، هي صرح عظيم وبناء شامخ بلا شك ومع ذلك فإنه لا يمكن القول بأنها تتفوق في تنوع مذاهبها وتوجهاتها وفي أصالة مناهجها وفعاليتها وطرائقها وفي عمق غاياتها وخصوبة نتائجها على أي إنتاج فلسفي نراه منسوبا إلى اليونان أو المسلمين ، إلا أن ما يميزها بالدرجة الأولى هو تركيزها على تحصيل المعرفة بمختلف أبعادها جزئية كانت أو شاملة ، نظرية كانت أو عملية. وان كان لها ما يميزها فذلك لأنها تزامنت مع ثورة علمية لم يسبق لها نظير وبالطبع تأثرت بهذا التحول .
هل الفكر الفلسفي الحديث يعمل على تحرير الإنسان وتنويره ،أم يراهن على تغيير واقعه الاجتماعي؟.
طرح المشكلة : عرف الفكر الفلسفي الحديث اختلافا وتباينا عن الفكر القديم بمختلف أشكاله وألوانه ، باعتبار الفكر الحديث كان انشغاله التركيز على نظرية المعرفة ، غير مبال بتركيزه على مبحث الوجود ، هذا وقد نجد وجود جوانب كثيرة بين الفلسفتين تحمل شكلا واحدا ، هو الأمر الذي جعل البعض يتوهم بأنه ، لا فرق بين الفلسفتين، غير أن المتتبع لهذه الفروق يدرك باعا من الاتساع ، من شانه أن يحول الفلسفة الحديثة ويجعلها مقتصرة على جانب المعرفة في المقام الأول ، لكن الفلاسفة لم يكونوا على حال من الاتفاق حول د ور الفلسفة الحديثة ، فمنهم من اعتقد بان دورها يقتصر على تنوير الإنسان ، في حين اعتبر البعض الآخر بان دورها يساهم في تغيير واقعه. ومن اجل أن نتجاوز هذا الجدل يمكننا أن نتساءل : هل الفكر الفلسفي الحديث استطاع تحرير وعي الإنسان، أم عمل على تغيير واقعه الاجتماعي ؟.
محاولة حل المشكلة :
الأطروحة الأولى : (يقتصر دور الفلسفة الحديثة على تحرير الإنسان وتنويره)ينطلق أنصار هذا الطرح من مسلمة مفادها . أن دور الفلسفة الحديثة يقتصر على تحرير الإنسان وتنويره ، باعتبار أن رسالة الفلسفة الحقيقية تتحدد في المفاهيم التالية : تنوير الأذهان بمختلف المعارف العلمية الجديدة وتعميم العلوم المختلفة ، أو جعل ما تنتهي إليه من اكتشافات في متناول الجميع. ومن ابرز دعاة هذا الموقف نجد جماعة الموسوعيين من أمثال ديدرو و فولتير وغيرهم . معتقدين بذلك أن مهمة الفلسفة الحديثة هي دفع العقول إلى التساؤل والتفكير المستمر ، والكف عن الاهتمام بالخرافة والأساطير ، وبالتالي تحرير العقول من الأوهام . هذا وقد تدعو الفلسفة إلى التسامح الديني وحرية الفكر ، وحقوق الإنسان التي تعبر عن الحقوق الطبيعية .أي يجب أن يتمتع بها جميع الأفراد ، وهو ما جعل هذه الفلسفة تخرج من حدود فرنسا إلى أمصار العالم داعية بذلك إلى فلسفة تنويرية حاملة نزعة تحررية في جميع مجالات النشاط الإنساني .
النقد والمناقشة : لكن من الملاحظ أن أنصار هذا الطرح قد تعرضوا إلى جملة من الانتقادات منها : أنهم ركزوا على تنوير الإنسان وتحرير وعيه ، وأهملوا تغيير الواقع الاجتماعي ، فالاهتمام بالفرد يجب أن يكون في ضوء مجتمعه ، لان الإنسان ابن بيئته.
الأطروحة الثانية : ( من أولويات الفلسفة الحديثة دورها في تغيير الواقع الاجتماعي). يرى أنصار هذه الأطروحة بأنه من مهام الفلسفة الحديثة تغيير الواقع الاجتماعي للإنسان ، ومن دعاة هذا الموقف نجد جون جاك روسو، لان أول إنسان أحاط قطعة ارض بسياج وقال : (هذه الأرض ملكي) كان هو المؤسس الأول للمجتمع المدني، ومنذ تلك اللحظة اختلت المساواة وافتقد الإنسان إلى فطرته الخيرية لكنه قد يستطيع استعادة هذه الحقوق الطبيعية عن طريق إرساء المساواة من جديد ، وهو ما يقتضي قانونا عادلا ، لان الإنسان قبل المجتمع المدني وظهور الملكية كان الإنسان يتمتع بمساواة تامة ، ولو لم تظهر هذه الملكية والتفاوت الطبيعي لوفر على البشرية كثيرا من الحروب والماسي . ثم أن الإنسان مفطور على حب الآخرين والتعاطف معهم ، لان ضميره حي ومعصوم من الخطأ ، ولكن الحياة الاجتماعية هي التي تفسد الأخلاق، لهذا فهي تحتاج إلى تربية للعودة إلى ما هو طبيعي ، لأنه يولد حرا ولكننا نراه مقيدا في كل مكان ومن اجل استعادة هذه الحرية ، يجب أن يبنى المجتمع على عقد يتم بموجبه تنازل الفرد عن حقه الطبيعي لصالح الإرادة العامة التي من صلاحياتها ضمان الحريات له. وبالتالي يمكن للفلسفة أن تتحول إلى أداة تغيير نافعة بما يكرس فاعلية الفرد وتطور المجتمع .
النقد والمناقشة : لكن ما يلاحظ أيضا على هذا الموقف ، انه صب اهتمامه على تغيير واقع الإنسان الاجتماعي وأهمل تغيير وتحرير وعيه ، فقبل أن نراع الواقع الاجتماعي يجب أن نعرف يقينا بان المجتمع أساسه الفرد ، فحينما نغير الوعي الفردي للإنسان ونحرر تفكيره سيتغير المجتمع حتما ، لان النتيجة حينذاك تكون حتمية .
التركيب (تهذيب التعارض): وعموما يمكننا أن نتجاوز الطرح السابق مع مونتيسكيو ، وذلك بان للفلسفة دور فعال في تحرير المجتمع من الاستبداد من ناحية ، لان المجتمع الأوروبي الحديث لا يقدم بالضرورة أفضل مثال للحضارة والرقي الإنساني ، لهذا يجب أن يُحارب الحكم المستبد بإرساء القانون والفصل بين السلطات الثلاثة : التنفيذية والتشريعية والقضائية ، لضمان الحريات المدنية لان اجتماع هذه السلطات في يد حاكم يؤدي إلى الطغيان . وكاسهاما منا برأي شخصي يمكننا القول بان الموقف الصحيح هو الذي يرى بأنه يجب إعادة الاعتبار لقيم الفضيلة والشرف للقضاء على الانحلال الاجتماعي وإلغاء العبودية والظلم والتعسف ... من اجل تحرير وعي الإنسان وتنويره .
حل المشكلة :
الخاتمة : وفي الأخير نستنتج بان الفلسفة الحديثة استطاعت أن تحرر وعي الإنسان وتغيير واقعه الاجتماعي في نفس الوقت .