0 تصويتات
في تصنيف ملخصات دروس بواسطة (632ألف نقاط)

تحليل قصيدة  خيرة حاذق لطيار ل بن يوسف بن محمد

تحليل قصيدة : خيرة حاذق لطيار

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... تحليل قصيدة خيرة حاذق لطيار ل بن يوسف بن محمد

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

تحليل قصيدة : خيرة حاذق لطيار 

________________________

1 -الشاعر : 

_________

هو بن يوسف بن محمد بن أمحمد بن يوسف البخليفي ولد بـ سيدي خالد حوالي 1821 كان وحيد والديه كما خلف ابن واحد وهو محمد و لقب أحفاده اليوم امدلل . درس في الزاوية المختارية ، عاش شيخا أي مثقفا أي ( طالب ) بالعامية ، و عاصر كل من الشاعر محمد بن قيطون خصمه الأدبي الذي كانت بينهما معارك شعرية المعروفة بشعر النقائض في الشعر الفصيح ، و الشاعر احمد بن البوهالي المعروف بالشيخ السماتي الذي كانت له علاقة جيدة معه .

كان بن يوسف مولع بالسفر و الترحال بين مدن كثيرة مثل الجلفة و بوسعادة و بسكرة و كان يتردد على عين الريش من حين لأخر حيث كان يأخذ الغفارة من أهلها على عادة ذلك الزمان .

كما كان يحسن التطبيب والدواء بالأعشاب ، و يقال كان يخالط الجن و يتحكم فيه و له قصيدة في ذلك ( يا عبد النار غيثني راني محتار) و قد يكون لذكائه الخارق الذي يأتي بأشياء في ذلك الوقت ما تزال لم يصل لها الناس هي التي جعلتهم تعتقدون فيه ذلك .

ثقافته تعلم القراءة و الكتابة وحفظ القران الكريم أو جزء منه و درس الفقه في بداية حياته ، لكن طموحه العلمي لم يتوقف عند هذا الحد فكان تواقا إلى الاطلاع على العلوم الأخرى التي كان يستغيها من الكتب بعصامية و تظهر في قصائده منها علم الطب التقليدي و تاريخ الحضارة العربية الإسلامية و الجغرافيا ، و من مهاراته انه كان ماهرا في التداوي بالطب التقليدي و له من القدرات الخارقة والألعاب الفكرية كالدمينو و الخربقة ، و قد ترك مكتبة ضخمة لكن لم يكتب لها البقاء مثل ما ضاع الكثير من قصائده .

أما من ناحية إنتاجه الشعري فقد ترك سبعمائة قصيدة منها تسع و تسعين ذكرت في مناقب عبد القار الجيلاني البغدادي و التي لم يبقى منها إلا سبع قصائد كما ضاع الكثير من قصائده الأخرى .

توفي في عام 1901 عن عمر يناهز الثمانين سنة .

قد اخترت هذه المرّة قصيدة أعجبتني كثيرا و أردت التعليق عليها و هذه القصيدة في الوصف و الغزل . 

تتكون القصيدة من 103 بيتا و 25 مقطعا كل مقطع يتكون من أربعة أبيات ، وهي من النوع المربوع ثلاث اشطر البيت بقافية واحدة و تتنوع القافية في كل نصف مقطع ، و يختم الشطر الرابع بقافية رائية مع ألف مكسورة أو هاء أو تاء مربوطة .

مطلعها :

خيرة حاذق لطيار بالخف أشطار 

شور بنات العمار و اخطف بكرة 

شهرة القصيدة : لقد نالت هذه القصيدة شهرة محلية بل تعدتها إلى مناطق أخرى فانتشرت في أنحاء الوطن . ما تزال هذه القصيدة إلى اليوم يتغنى بها فرق القصادة في نواحي سيدي خالد و أولاد جلال في الأعراس و المناسبات الاحتفالية و يؤدى معها رقص تقليدي إلى درجة يتماهى الراقص . 

و مما زاد الأغنية شهرة خارج المنطقة هو أداؤها من طرف المطربين الصحراويين و هما : خليفي احمد (1922 – 2012 ) و لزهر الجلالي . 

 قصيدة : خيرة حاذق لطيار كاملة مكتوبة 

2 – القصيدة : 

__________

خيرة حاذق لطيار*** سير قبل النهار 

شور بنات العمار*** اخطف بكره

***

اخطف بكره فالسير ***سابقات الظفير

أتصبح و ترد الخير*** ريح مرة 

حقق بالعين و شوف*** راك تقرا لحروف 

تلقاهم قاع أصفوف ***زيد نضرة 

***

اترك عنك للقاب ***شوف زين الخراب 

راني بديت اكتاب ***فيه نقرا 

كي جاني هذا الطير ***رد لخلا الخير 

وراني وصف أنحير ***فيه عبره

***

نلقى لبنات أجميع*** كيف عشب الربيع 

نعمان و العام أمطيع ***لاح فجرا

معتوقيات أيقول*** كيف خيل الطبول

خرجوا في ساعة هول ***جاو شوارة

***

و كريفيات إيسال*** كيف ريم الغزال

قفل شاف الختال*** دار كره

و بنات الهامل صيل*** كيف العرم أمثيل

باسبايك و الكمبيل*** عند كبرى

***

تلقاهم يوم كبير *** كي النهار النحير

من راهم ثم يحير *** بالبصيرة

فازوا عن هذا الجيل*** غير غابة انخيل

متقوي بيه السيل *** غرس و حرة

***

فازوا بزين و ترفاع *** كيف قصب اليراع 

عن مجرى ماه ادفع *** في اغديره 

بستان أمقدل *** فاض ماه سدو حمل 

ويدانو تهطل*** عاد غي ادزيره

***

ولى متخبل *** ياسمين تحتو الفل

عناب او سرول *** شجرتو أكبيرة 

و الورد مفلفل *** طاح من أكبابو تحل

مشموم اقرنفل *** ريحتو غزيرة

***

لحصا عودو يزيان *** توت طابعو البان

و النسري و الريحان*** في أمطيره

فاتوا لجدل بحرام *** كي يهزو الحزام

و الصدر مثيل الرخام *** فوق جيره 

و الصدر مثيل الرخام*** فزوا فيه توام

يحكو نجمة الظلام ***في الكبيره

***

و الطاوس راح حزين *** بعد لونوا الزين 

سلم ليهم مسكـين *** و قال خيره

فاتوه بزين العـين *** و الخانات في اثنين

و الشفة و السنين *** و الظفيره

***

فاتوه بسالف و أسنون *** تبر او صدف

رمان أمشقـف *** زين للسهــيرة 

احبس و ارجع وعاد *** حسهم كي الواد 

محفلهم جا منقاد *** غي ازهيرة

***

محفلهم جاء مردوس *** غي عسكر بروس

طالب في ناس يحوص *** بالذكيرة 

ولولو و هزوا الكف صف *** قدام صـف

أفراح أمصـايف *** دايرة حضرة

***

أفراخ على الأغصان *** زاهية على لحضان

ولى جلايب سحــوان *** في حجيره 

بعد عن درز الخيل *** طالقات الشـيل

كي العرم بالكمـيل *** عند كـبرى

***

تسمع نقر الخلخـال *** كيف زف المحال

و العسكر و الخيـال *** و النفيره

تمشي و تريــح *** ساقها أقرانو ضبح

أقناوي يشطـح *** شارب الخميرة 

***

قناوي دايس ***رافدو من الكيف حس

سكران أمخلص*** زادتو البيرة

تمشي و أتربص ***خدها أبضيو يـبقص

للعين اتخوص*** كانها نحيرة 

***

للعين تشرع ***من يشوف ليها يخلع

تلقاء ايليلع ***خيلو صويره

تلقاء ايليلع ***من يحق عين السبع

إذا عاد امزتع*** ساحة العقيرة

***

تلقى الأسود محطوط ***ما عليه الخيوط

بالعطرية ممشوط ***و الذريره 

عاتق رمدي مسبول*** بيه زف الخيول 

في صحراء عامل جول*** جاء مريره

***

و صف الخد الوضاح ***غير نجمة صباح

قرعون أمفتح ***لاح في أفقيرة

قرعون أمكوكب ***ماخطاه مزن الصب

أطرافو تلهب*** كانوا انذيرة

***

و المضحك كان تشوف ***فيه جوهر أصفوف

تبروري عن هفهوف*** كانو انذيره

تبروري وسط الفم*** جاء أساحبو ادهم

رعدو يتكلم ***ساحة الفطيرة

 ***

و أرقابهم مثل العاج*** غي أسحاب ثلاج

فيه طلعت لبراج*** في أقريرة 

مثل جعاب البلار*** في أمبيته سهار 

ولى طلعة جمار*** في اسريره

***

و الجوف أمثيل هلال ***إذا خطاه الحيال

و يشدوا بالميال*** شد غيره 

تركوا لبوس الكتان*** ليهم مدة زمان

غير الملف ابللوان*** و الحريرة

***

دايم لحمر مقطوس*** إلي أتولي أعروس

اخضر واصفر ملطوس*** با لحريرة

وردي حني و المور*** فيه نوع الخرور

اخضر و اصفر و احمور*** غي انحيره

***

درباو الغالي ***غي نخيل جالي

جبارو عالي ***ثمرتو اذخيرة

جبارو أطلالي*** فاض بلحمالي

ايسموه الغالي ***عولة الجبيرة

***

ماهوشي تالي*** روبة النخالي

هكذا تمثالي ***على بنات جيره

كي شفت منامي*** زادني الهامي

قديت انظامي*** حاسن العبارة

***

بن يوسف تالي*** قد ذا المقالي

عن وصف الفالي*** أمنيل الخمارة

راعوا لحوالي*** كانكم قوالي 

كونوا عن بالي*** طالب العمارة

أمساكم غالي*** و الصباح مالي 

و الخير إيوالي*** بعد الخصارة

بنات الغالي ***يا بنات جيرة

3 – شرح الكلمات : 

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي 3 – شرح الكلمات : تحليل قصيدة : خيرة حاذق لطيار

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (632ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
تحليل قصيدة : خيرة حاذق لطيار

3 – شرح الكلمات :

_______________

بنات العمار : نسبة إلى أولاد جلال .

بكرة : الصباح الباكر .

للقاب : كلام غير موثوق .

الخراب : طائر جميل .

نعمان : شقائق النعمان نوع من الزهور .

العام امطيع : السنة الممطرة .

معتوقيات ، اكريفيات ، الهامل : ألقاب عائلات .

ريم : غزال .

العرم : أنثى الصقر .

الختال : الصياد .

كرة : انفلاته ، هربة .

باسبايك : سبائك الذهب .

الكمبيل : توشيحة ذهبية .

عند كبرى : عنده قيمة كبيرة .

نهار النحير : يوم العيد الأضحى .

غرس وحرة : نوعين من التمر الأول رطب يستخدم به معجون التمر و الثاني دقلة نور ذات الشهرة العالمية .

بزين و ترفاع : بجمال و رفعة .

قصب ايراع : قصب اليراع .

بستان امقدل : بستان مصان ، محاط بسور .

ادزيرة : جزيرة .

عناب : نبات العناب .

سرول : أشجار السرو .

أمفلفل : خصب ، كثيف .

طاح : سقط .

أكبابو : براعمه

لحصا : من الأعشاب .

عودو : غصنه .

البان : شجر البان .

النسري : شجر النسرين .

أمطيرة : الممطرة .

لجدل : غزال .

بحرام : بخمار

ارخام : رخام .

قال خيرة : قال خيرا ، بمعنى سلمت و انسحبت .

أتوام : توأم .

الخانات : جمع خان وهي نقطة سوداء على الخد .

ابسالف : خصلة من شعر المرأة تتدلى على الوجه .

أسنون : الأسنان .

تبر : الذهب .

صدف : مفرد صدفة من الأصداف .

أمشقف : مفرك ، منثور .

للسهيرة : للسهرة .

محفلهم : موكبهم .

منقاد : منظم .

ازهيرة : تصغير زهرة .

يحوص : ينعت

بالذكيرة : بالمذكرة

ولولو : زغردوا ، من فعل زغردت .

افراخ : عصافير ، طيور .

مصايف : مصففة .

حضرة : تجمع .

لحضان : الأحضان .

سحوان : غزال .

حجيرة : بلدة .

درز الخيل : مكان لعب الخيل العاب الفنطازيا وسط الجمهور المتفرج .

طالقات الشليل : مسدلات الخمار .

الخيال : الفارس .

النفيرا : النفير ، الاستعداد للحرب .

اقرانو ضبح : الخلخال يرن ، نقر الخلخال .

اقناوي يشطح : رجل من قبائل قناوة بالجنوب الجزائري يرقص ولعب الخمر برأسه .

الخميرة : الخمر .

دايس : يفكر بحيرة و هو مطأطأ الرأس .

الكيف : نوع نباتي من المخدرات .

امخلص : خالص ، تام .

البيرة : شراب الجعة وهو نوع من المسكرات .

اتربص : يتأهب .

بقص : لمع .

تخوص : تخسف البصر .

اتشرع : تنفتح .

يخلع : يخاف .

ايليلع : يزأر .

صويرة : تخيله صورة فتوغرافية جميلة .

امزتع : قلق ، مشدوه .

العقيرا : عقيرته .

الذريرا : بودرة ، غبرة خليط من العنبر و الطيب .

عاتق : جناح الطير .

مسبول : مرسل .

امريرة : هنيهة ، مدة من الوقت قصيرة .

قرعون : نبات بوقرعون .

اقفيرا : ارض قفار .

امكوكب : لم يتفتح .

مزن الصب : ماء المطر .

تبروري : حبيبات البرد .

هفهوف : ارض قفراء صلدة .

كاف ديرة : مرتفع ديرة ، و ديرة بلدة قرب سور الغزلان .

ادهم : أظلم ، اسود .

اثلاج : جمع ثلج .

لبراج : جمع برج .

جعبات بلار : جعبة : انبوب و البلار القارورة من زجاج .

امبيتة سهار : بيت صاحبه مداوم على السهر .

الحيال : الحائل ، الساتر .

الميال : الحزام المائل .

شدو غيرة : شدة متينة .

الكتان : قماش من الكتان .

الملف : قماش من القطن .

الحريرة : قماش من الحرير .

مقطوس : مصبوغ .

مطلوس : منسوج .

وردي : وردي ، لون ممرزوج من ابيض و احمر .

حني : برتقالي ، لون ممرزوج من اصفر و احمر .

المور : بنفسجي ، لون ممرزوج من ازرق و احمر.

جالي : مجموعة من البساتين .

الغالي : الثمين .

جبارو : جبار هو النخل الحديث العهد بالغراسة .

بالحمالي : بالسواقي المتدفقة المياه .

عولة : زاد ، ذخيرة .

بنات جيرة : بنات الجيران و يقصد بها القرية المجاورة .

4 – شرح الابيات :

_____________

الشاعر يكلف طائر الحمام و هو خير الطيور و أحسنها في نقل الرسائل و الأخبار عبر الأزمنة و الأعوام ، فيستنهضه و يقول له اقترض صبيحة باكرة من وقتك و اذهب إلى بنات العمار بـ أولاد جلال القرية الجارة لقرية سيدي خالد .

يعيد الشاعر و يقول استغل من وقتك الباكر للذهاب إلى أولائك الحرائر صابغات الضفائر فتصل مع الصباح و سلم عليهن و امكث برهة من الزمن حتى تحقق بنفسك ، فتلقى البنات صفوفا صفوفا فتمعن فيهن بنظرك .

و اترك عنك القيل و القال و تأكد من الحقيقة بنفسك و انظر إلى جمالهن وان هن ككتاب بدأت بقراءته .

ثم يأتيه الطائر و يرد له الجواب الكافي الوافي و يعطيه الحقيقة في وصف جمالهن ودلالهن حتى احتار الشاعر في الوصف .

و يقول تلقى كثيرا من البنات في محفل و موكب متأنقات كأزهار الربيع و كورود شقائق النعمان في جو مطير ، ثم يتكلم عن بنات العائلات و يصفهن كخيول حرب قرعت لها الطبول لتنطلق إلى المجد التليد و كغزلان راكضة خوفا من تربص صياد عنيد و يصف لباسهن من الحرير و حليهن من الذهب .

ثم يصف زينتهن ولباسهن الجديد كأنهن في يوم العيد ، ثم يصفهن ببستان من نخيل التمر به أنواع الثمار غرس و دقلة نور و هما من أجود أصناف التمر الذي تشتهر به واحات الزيبان .

ثم يشبههن بنبات قصب اليراع الطويل و من تحته الماء الزلال ، و يقوم بالمماثلة المادية و المعنوية ليبرز الجمال و الدلال و الرفعة و الجلال .

ثم يشبهن ببستان محاط و مصان ينساب من تحته ماء وفير فياض فاستحال إلى جزيرة في وسط جداول مياه عذبة .

و ثم يصفهن بأشجار الياسمين المزهرة ، و من أسفلها الأرض مطرزة بأزهار الفل ، و تكسوها حشائش العناب بالإضافة إلى أشجار السرو الكبيرة ، كما لا يسثني الورد و القرنفل .

و يصفهن بأشجار التوت و البان ، و أزهار النسرين و الريحان ، و زادها جو رطب و ماطر جمالا و بهاء .

ثم يأتي بقمة التشبيه و يستعمل اسم التفضيل أجمل من ( لجدل ) أي الغزال وهو من أجمل الحيوانات الثديية ، و يصف لباسهن من الفساتين و الملاحف بالإضافة إلى الإكسسوارات التابعة له كالمنديل و الشال و الخمار و الحزام و يصف الجمال البشري .

ثم يصور جمالهن و ينسج قصة أروع و ابلغ من التشبيه ، فالشاعر لم يكتف بالتشبيه المألوف الذي أداته الكاف أو ما يقوم مقامها ، أو تشبيه المفاضلة باستعماله اسم التفضيل ، بل ينسج قصة و هي المقارنة بينهن و بين طائر الطاووس و هو أجمل الطيور قاطبة ، فيقول عنه انه ذهب حزين و ابتعد بألوانه الجميلة الزاهية و مشيته المتبخترة و تنحى جانبا ، و استسلم لجمالهن و بهائهن و قال ( خيرا ) أي بمعنى لكن الجمال و الدلال كله و أنا سلمت و انسحبت . و هنا تظهر قمة البلاغة في هذا التشبيه الضمني التفاضلي و هو أقوى تشبيه انفرد به الشاعر في الوصف .

ثم يصف الشاعر و يشبه أسنانهن ( بالتبر ) الذهب و بالأصداف و بحب الرمان المنثور و المعد للسهرة .

كما يصف الشاعر محافلهن و مواكبهن و هن غاديات رائحات في الأعراس و المناسبات فيشبهن بطوابير و فصائل عسكرية في سيرها المنظم ، كما يشبه الزغاريد بمجموعة من العصافير و زقزقتها في حضن دوح من الأشجار الوافرة الضلال .

ثم يكرر الوصف لعصافير زاهية على أغصان شجرة باسقة ، ثم يكرر الوصف و يشبهن بقطعان من الغزلان ، ثم يعيد الوصف و يصفهن بخيول مسومة تتراقص في حركات الفنطازية في موكب عرس .

ثم يصف موكب النساء ورنة الخلخال و هن يمشين و يشبههن باستعراض عسكري أو جند في حالة استنفار ، ثم يصف رنة الخلخال و هن في حالة المشي و الحركة فيشبهها برجل من قبائل قناوة يرقص و هو ثملا من الخمر .

ثم يصف سكون الخلخال عند توقف النساء في محفلهن و مواكبهن عن الحركة فينقطع الرنين و هنا يشبهه أيضا برجل شارد العقل و منكسر القلب من كثرة تدخين الأفيون و زاد عليه شراب الجعة .

ثم يصف جمال الوجه و الشعر المرسل الذي تحرر من الخيوط و الضفائر و هو ممشوط و معطر بالروائح و ذر عليه الطيب و العنبر ، و يصف انسداله و حركته كأنه خيل تسابق الريح في صحراء لاحت من بعيد .

ثم يصف جمال الوجه و الخد الوضاح سطع كنجمة الصباح وقت البكور ، ثم يمثلهن بزهرة بوقرعون في ارض غفر و لم ينقطع عنها المطر ، ثم يعيد و يصف الفم و الأسنان و يشبهها بحبات البرد ، ثم يعيد يصف الرقبة مثل العاج و مثل زجاج المشكاة في منزل رجل مدمن السهر ، ثم يعيد و يصفها بطلعة جمار أي طلع نخيل التمر الناصع البياض .

ثم يأتي الوصف البشري ، و يصف اللباس بان لباسهن إلا القطن و الحرير المطرز و أنهم تركن لباس الكتان .

ثم يصف الألوان الألبسة و التشبيه بالنخيل الصغير الحديث الغراسة و دائم السقي و ذو الغلة الوافرة .

و في الأخير يوقع القصيدة باسمه و لا يؤرخ لها بخلاف قصائده الأخرى . و يدعوا لنفسه بالخير و يتوسل بهن طلبا للخير و العافية .

5 - و في الأخـــــير :

_______________

قد خرجت في هذه القصيدة عشرة نقاط :

1 - بدأ القصيدة بالطائر المرسل الذي يوصل الأخبار و البريد و هذا الطائر هو الحمام و من قديم الزمان يستعمل لهذا الغرض و يسمى بالزاجل ، و ربما أول من أرسل الحمام سيدنا نوح عليه السلام ليدلهم إلى ظهور الأرض و انحسار الماء بعد زوال الطوفان .

وهو أحسن مرسل و لذا قال عنه الشاعر" خيرة حاذق لطيار " وقد نجد كل شعراء منطقة سيدي خالد يفتتحون اغلب قصائدهم بالطائر ولا باس أن نعطي أمثلة عن هذا :

فها هو الشاعر الشيخ السماتي (1868 – 1909 ) :

يا حاذق لطيار*** لله دير امزية

لتربة المختار*** نعطيك الوصية

وهذا الشاعر بن قيطون (1844 ؟ – 1906 ؟ )

سلتك فرخ الحمام يا طيار *** يا عالي لوكار

وهاهو الشاعر محمد بن عزوز الخالدي (1897 – 1943 )

خيرة حاذق لطيار*** بالخف أشطار

تبلغ الأسطار*** تصف لشيخ النية

و لا ننسى خامس الشعراء الخمسة بـ سيدي خالد ، بلقاسم زغادة (1897 – 1979 )

فرخ الحمام يا دونان*** يحميك يا ابن النيلية

أنت أدور في الأسحاني*** مسي على الريم رقية

و أخيرا الشاعرة المعاصرة برباص سالمة زوجة لهويمل (1931 – )

لالي فرخ حمام*** و لزرق يدي لمارة

2 - المفردات في هذه القصيدة قليلة الحروف لقد اختار المفردات التي لا يتعدى عدد حروفها فوق الأربعة أحرف لذا جاءت القصيدة خفيفة وغنائية طربية .

 3 - يتميز شعره بقلة الكلمات في الشطر من القصيدة فجاء الشطر قصير و قليل الكلمات و لا يزيد على أربعة كلمات و غالبا يكون من ثلاث كلمات أما الشطر الرابع من الرباعية فيتكون في الغالب من كلمتين فقط ، و كثيرا ما جاء الشطر الرابع بكلمة واحدة مع حرف جر مثل :

محفلهم جاء مردوس *** غير عسكر بروس

طالب في ناس احوص*** بالذكيرة

و كذلك نجده في قصيدة أخرى كقصيدة " صلوا يا ناس مجمولين " فجاء في الشطر الرابع بكلمة واحدة مثل :

فطيمة حورة الأعيان*** بنت الطاهر العدنان

كوكب لفجار و الأذان *** الفرقدان

4 - القافية الرئيسية التي يختتم بها الشطر الرابع جاءت مؤنثة أعطت دلالة واضحة بان القصيدة خاصة بالتغني بالنسوة و وصفهن من مطلع القصيدة خيرة إلى خاتمتها بنات جيرة ، و مما يلفت الانتباه أن الشاعر قد أنث القافية حتى الاسم المذكر مثل : الغدير / اغديرة ، النفير/ النفيرة ، الحرير / الحريرة فكانت القافية هي على وزن فعلى و فعلا و فعلة و فعيلة فأحدثت نغما فيه مسحة من الحنان و نوع من المحاكاة متناغم مع الموضوع .

5 - لم يكرر المفردات رغم أن القصيدة تجاوزت المائة بيت لم يكرر المفردات و هذا يدل على الغزارة المعرفية و الوفرة في المصطلح و وجود البدائل الجاهزة مما يدل على الخصوبة الفكرية و اللغوية .

6 - جاءت القصيدة ممتلئة بالتشبيه و التشبيه المكرر فنجد المشبه واحد و المشبه به متعدد فكان الشاعر في وصفه الأخاذ ينتقل بك من لوحة رسم إلى لوحة أخرى و ثالثة و رابعة و هذا من قوة الوصف الدقيق و المقدرة على التخيل الواسع .

7 - القصيدة تتميز بالعفوية و سهولة في اللفظ و جاءت تلقائية و بسيطة في التعبير و عميقة في الفكرة و متنوعة في التصور.

8 - يدخل هذا الوصف في التعبير عن الجمال والجلال لا عن الوصف المادي و الغزل فقط و هذا يذكرني بالشاعر محمد بن قيطون في مرثية حيزية و التي يضعها الكثير في غرض الغزل بل و قد أثارت جدلا حتى في النقد و التاريخ حول القصيدة و الشاعر و حيزية .

9 - القصيدة غنية بالوصف و قد وصفت ثلاثة أشياء وهم : الماء و الخضرة و الوجه الحسن .

أولا الماء قد أعطت اهتماما كبيرا للماء و جاءت المفردات في هذا المعنى كثيرة : [ السيل ، مجرى ماه ، في أغديرا ، فاض سدو حمل ، أمطيرا ، الواد ، مزن الصب ، تبروري ، سحابو أدهم ، سحاب اثلاج ] .

ثانيا الخضرة و كانت مليئة بالمفردات ذات الأصل نباتي و هي : [ عشب ، نعمان ، غابة انخيل ، غرس و حرة ، قصب الايراع ، بستان امقدل ، ياسمين ، الفل ، عناب ، سرول ، شجرتو كبيرا ، الورد ، اقرنفل ، عودو ، توت ، البان ، النسري ، الريحان ، رمان ، الأغصان ، قرعون ، طلعت جمار ، نخيل جالي ، جبارو عالي ، تمرته اذخيرا ] .

ثالثا الوجه الحسن و يتمثل في الحيوان و الإنسان [ الطير ، الخراب ، سحوان ، خيل ، ريم الغزال ، لجدل ، الطاوس ، افراخ جلايب ، السبع ]

و أخيرا الإنسان فالجمال البشري سيد الجمال كله [ بنات العمار ، سابغات الظفير ، لبنات ، معتوقيات ، اكريفيات ، بنات الهامل ، الصدر مثل ارخام ، سوالف ، اسنون ، محفل ، عسكر ، طالب في ناس ، ساقها ، أقناوي ، للعين ، الخد ، أرقابهم ، الجوف ، بنات جيرة ] .

10 – و كما يقال أن الشعر هو ديوان العرب فأقول إن الأدب الشعبي هو مرآة المجتع فهذه القصيدة أرخت لحقبة من الزمن في ربوع أرضنا الجزائر .

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...