تعريف ﺭﻳﻨﻴﻪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ فلسفة ﺭﻳﻨﻴﻪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ
ﺭﻳﻨﻴﻪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ( 1596 - 1650 )
أهلاً بكم طلابنا الاعزاء في موقع باك نت الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمعلوماته الصحيحة يسرنا بزيارتكم أن نقدم حل وملخصات مناهج التعليم الحديث بمنهجية صحيحة ونموذجية بقلم افضل معلمين وخريجي الجامعات كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات في مقالا نا هذا إجابة السؤال القائل... تعريف ﺭﻳﻨﻴﻪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ فلسفة ﺭﻳﻨﻴﻪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
ﺭﻳﻨﻴﻪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ( 1596 - 1650 )
ﻳُﻌﺮﻑ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ « ﺃﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ » ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺑﺤﺜﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻗﺪ ﺷﻜﻞ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ، ﻭﺃﺣﺪﺙ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﺍﻟﻼﺣﻘﻴﻦ . ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﻫﻮ « ﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ » ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻫﺪﻓﻪ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ، ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻋﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻫﻮ « ﻭﻓﻴﻪ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﺒﺮﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ » . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻋﻲ ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻓﻠﺴﻔﻴﺎً ﺑﻞ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻻﻫﻮﺗﻴﺎً ﻳﺜﺒﺖ ﺻﺤﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺜﺒﺖ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﺑﺪﻭﻧﻪ . ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺘﺎﺏ « ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ » ﺗﺒﺮﻳﺮﺍً ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺒﻌﺖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﺑﻞ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺸﺎﺑﻬﺎً ﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ . ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻳﻬﺪﻱ ﻛﺘﺎﺏ « ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ » ﻫﺬﺍ ﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﺮﺑﻮﻥ . ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺟﻴﺪﺍً ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻭﻓﻲ ﺇﻫﺪﺍﺋﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻣﺴﺘﻘﻼً ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ . ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﺭﺍﺩ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﺃﻭ ﺭﺟﺎﻝ ﺩﻳﻦ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻛﺎﻥ ﻛﻔﻴﻼً ﺑﺄﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﺿﺪﻩ ﺛﻮﺭﺓ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﻲ ﻳﺤﻤﻲ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻫﺪﻯ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻨﻌﺎً ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻳﺮﻓﺾ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺧﻠﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ، ﺇﺫ ﺃﺛﺒﺘﻬﻤﺎ ﺑﻤﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻰ ﻓﻲ « ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ » . ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻓﻀﻪ ﺿﻤﻨﺎً ﻫﻮ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺑﻄﺮﻕ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ . ﻓﺤﺴﺐ ﻣﻨﻬﺞ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ، ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﻠﻢ ﺑﺄﻱ ﺷﺊ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻣﺘﻤﻴﺰﺍً ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﺤﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ . ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺿﻤﻨﺎً ﺃﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﻘﺒﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﺇﺫ ﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻘﻠﻲ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻫﻢ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻬﻤﺎ . ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻯ ﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻫﺪﺍﺀ « ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ » ﺇﻟﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﻘﺮﺑﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﺗﻘﺎﺀً ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ .
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻳﻬﺪﻑ ﻓﻲ « ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ » ﺇﻟﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺧﻠﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺸﻜﻞ ﻛﻞ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ، ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ . ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﻟﻜﺘﺎﺏ « ﻣﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ » ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﺨﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ، ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺛﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺳﻼﻓﻪ ﺃﻭ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ، ﺑﻞ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻣﻀﺎً ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺧﻀﻮﻋﻪ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒﺪﺃ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﺑﺸﻚ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻪ ﻓﺤﺺ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﻳﻘﻴﻨﻴﺔ ﻋﻘﻠﻴﺎً ﺗﻜﻮﻥ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺷﻜﺎً ﻣﻨﻬﺠﻴﺎً ، ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﺾ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺳﺎﺱ ﺛﺎﺑﺖ ﻟﻠﻴﻘﻴﻦ ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻭﻝ ﻳﺆﺳﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ . ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻚ ﻫﻮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻷﻧﺎ ﺃﻓﻜﺮ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻧﻔﺴﻪ . ﺇﺫ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﺸﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻔﻜﺮ ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ . ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﺪﻑ ﻛﺘﺎﺏ « ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ » ﻫﻮ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺧﻠﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺪﻳﻜﺎﺭﺕ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻭﻝ ﻳﺴﺒﻘﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎً ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻫﻮ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻧﺎ ﺃﻓﻜﺮ ، ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻧﺎ ﺃﻓﻜﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﺩﺍﺋﻤﺎً ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ، ﻭﺳﺒﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻧﺎ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﻖ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻟﻪ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻣﻼً ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺎﺋﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻟﻪ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻧﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﻯ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ، ﺇﺫ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﻧﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻭﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻬﺎ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻧﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﻴﺔ ، ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺎﻟﻴﺎً ﻭﺗﺎﺑﻌﺎً ﻟﻪ . ﻭﻫﻨﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﺎﻟﻖ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻜﻮﺳﻤﻮﻟﻮﺟﻲ . ﻟﻜﻦ ﺷﻚ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻷﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺎ ﺃﻓﻜﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﺟﻴﺘﻮ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻧﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺳﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﺫﺍﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺪﺛﺎً ﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ ، ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻔﺘﺘﺤﺎً ﻟﻌﺼﺮ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻳﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ، ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﻻﻫﻮﺕ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺑﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﺴﺎﻕ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ .